شكّل مقتل العقيد أساف حمامي، قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واحدة من أبرز الضربات التي تلقّتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال عملية "طوفان الأقصى"، إذ يعدّ أرفع ضابط إسرائيلي يُقتل في ذلك اليوم.
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم الأحد، أنها تعتزم تسليم جثث ثلاثة أسرى إسرائيليين، عُثر عليهم مؤخرًا في أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان صحافي، مساء اليوم، "سنسلم عند الساعة الثامنة مساء اليوم جثث ثلاثة أسرى إسرائيليين عثرنا عليها في مسار أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة".
أكدت مصادر محلية، الأحد، أن حركة حماس رفقة الصليب الأحمر الدولي انتشلوا جثة قائد اللواء الجنوبي بجيش الاحتلال أساف حمامي من منطقة في شرق خانيونس جنوبي غزة.
وُلد حمامي عام 1982، والتحق بجيش الاحتلال عام 2001، وتدرّج في المناصب حتى تولى قيادة لواء غفعاتي، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يُعيَّن لاحقًا قائدًا للجبهة الجنوبية في غزة في مايو/أيار 2022، وهو المنصب الذي جعله مسؤولًا مباشرًا عن إدارة العمليات العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع.
كان عمه إيتان حمامي (من مواليد أغسطس/آب 1965) هو الآخر ضابطا في الجيش الإسرائيلي، وتوفي في حادث أثناء التدريب في يوليو/تموز 1985، قضى على إثره 13 يوما في العناية المركزة.
خلال مسيرته العسكرية، خدم حمامي في وحدات المشاة والاستخبارات الميدانية، وتولى قيادة عدة وحدات قتالية من بينها كتيبة "تسافار" ومدرسة التدريب الخاصة بلواء أوز، كما شارك في عمليات سابقة ضد قطاع غزة، من بينها العدوان على غزة عام 2014، حيث كان يشرف ميدانيًا على مهام اقتحام المناطق الشرقية للقطاع.
في صباح 7 أكتوبر، قاد حمامي قواته في معارك الدفاع عن كيبوتس نيريم قرب حدود غزة، قبل أن يُقتل خلال "طوفان الأقصى"، وأقرّ الجيش الإسرائيلي في حينه بمقتله، فيما أعلنت كتائب القسام نقل جثمانه إلى داخل القطاع.
وأثار مقتله صدمة في الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية، نظرًا لمكانته الرفيعة داخل الجيش، إذ يُعتبر من الضباط المقرّبين من قيادة الأركان، وواحدًا من أبرز من تلقّوا تعليمًا عسكريًا متقدمًا في "كلية الأمن القومي" بجامعة حيفا.
وقد اعتُبر مقتله "نقطة تحوّل ميدانية" بالنسبة لإسرائيل، إذ أعاد إلى الواجهة ملفّ الضباط القتلى والمفقودين خلال الهجوم المفاجئ، وساهم في تصاعد الجدل الداخلي حول الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية التي سبقت السابع من أكتوبر.

